You Are Here: Home - اخبار المحترفين - تقرير عن لقب أفضل لاعب أفريقي: نشأتها و أبرز الفائزين، و هل تنصف أفريقيا أبو تريكة ؟

الأهلى.كوم
من يفوز بلقب أحسن لاعب أفريقي لعام 2008 هل يظل اللقب المرموق في الغرب الأفريقي كماتعود في السنوات التسع الأخيرة أم ينتقل للشمال الأفريقي العربي مجدداً بعد غياب دام من 1998؟ هل يكرر موهوب الكرة الأهلاوية إنجاز مثله الأعلي "بيبو" ويذهب اللقب لمن يستحقه أم يكون من نصيب النجم عمرو زكي لمجرد عبوره المتوسط إلي الملاعب الإنجليزية؟
سنقدم في هذا التقرير ما يرد لنجم القلوب و لو جزء بسيط مما قدمه لناديه وجماهيره في الاعوام الأخيرة و في كل الأحوال نؤكدأن لقب أفضل لاعب أفريقي يتشرف بلاعب في موهبة و أخلاق أبوتريكة و ليس العكس.
جائزة أحسن لاعب أفريقي لعام 2008 تم ترشيح خمسة أسماء من قبل اللجنة الفنية للإتحاد الأفريقي و سيتم لاحقاً تصفيتها إلي ثلاثة فقط بعدها يقوم المديرين الفنيين لـ 53 منتخب أفريقي بالتصويت علي إختيار أحدهم لنيل الجائزة و سيتم إعلان الفائز باللقب الغالي علي هامش احتفال يقام في العاصمة البينينية كوتونو نهاية ديسمبر المقبل.


النجوم الخمسة يلعب منهم أربعة في الدوري الإنجليزي الممتاز بواقع اثنين في تشلسي اللندني وهما المهاجم الإيفواري ديديه دروجبا و متوسط الميدان الدفاعي الغاني مايكل إيسيان بالإضافة إلي مهاجم أرسنال التو جولي إيمانويل إديبايور و مهاجم الزمالك المصري المعار إلي ويجان أتلتيك عمرو زكي و أخيراً لاعب وسط الأهلي المصري محمد أبوتريكة.

بالطبع الكثير منا يعرف هذه المعلومات ويعرف كذلك أن النجم المصري عمرو زكي يدخل هذا السباق لأول مرة بعد تألقه اللافت مع فريقه الإنجليزي إلي جانب زميلة في المنتخب أبوتريكة الذي دخل في المنافسة عام 2006 و تم استبعاده من السباق النهائي للنجوم الثلاثة المتنافسين في هذا العام الذي حصل دروجبا فيه علي اللقب بعد سيطرة من نجم برشلونة الكاميروني صامويل إيتو علي اللقب ثلاثة أعوام متتالية.
أما إيسيان و إديبايور فقد تم ترشيحهما للقب أكثر من مرة في الأعوام الأخيرة و لكن أحدهما لم يناله و تمكن المالي فردريك كانوتيه من إحراز اللقب العام الماضي بعد جدل كبير ثار وقتها عن أحقية خلوق أشبيلية الأسباني المتألق مع ناديه في الدوري المحلي و كأس الإتحاد الأوربي بعدما رفض نجم البلوز حضور حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في توجو لإنشغالة مع منتخب بلادة في مباراة ربع نهائي كأس الأمم أمام غانا في نفس التوقيت.


المسابقة التي بدأت عام 1970 عن طريق استفتاء كانت تقيمه مجلة الفرانس فوتبول الفرنسية الشهيرة عن طريق مراسليها في الدول الأفريقية والذي فاز به لأول مرة نجم مالي الشهير ساليف كيتا لم يتمكن إلا نجم مصري واحد هو محمود الخطيب من نيله عام 1983 بعد تألقه الكبير مع الأهلي محلياً وقارياً و كان لنجوم الكاميرون نصيب الأسد في نيل اللقب (9 مرات) عن طريق النجوم روجيه ميلا و توماس نكونو و تيوفيل أبيجا و باتريك مبوما و أخيرا صامويل إيتو وبعضهم ناله أكثر من مرة مثل ميلا ونكونو و إيتو , التاريخ يقول أن أكثر الدول العربية نيلاً للقب هي المغرب الشقيقة حيث نال اللقب المرموق أربعة من نجوم أسود أطلس حيث كان النجم احمد فراس أول لاعب عربي يحصل علي اللقب عام 1975 تبعه محمد التيمومي 1985 و بادو الزاكي 1986 وأخيرا مصطفي حاجي 1998.

لمصر دول كبير ورائد في القارة الأفريقية فهي أول منتخب أفريقي يشارك في كأس العالم عام 1934 كذلك الحال في الدورات الأولمبية ومصر كانت مع إثيوبيا و السودان وجنوب أفريقيا هم المؤسسين للإتحاد الأفريقي في نهاية خمسينيات القرن الماضي , مصر كذلك أول و أكثر دولة تنال لقب كأس الأمم الأفريقية, ومن العيب كل العيب أن الدولة التي ساهم نجومها في هذه البطولات و التتويجات ذهب لها لقب أفضل لاعب أفريقي في مناسبة واحدة يتيمة!.

دعونا نتفق أن التألق في البطولات الأوربية الكبرى كان عامل الحسم في نيل لقب أفضل لاعب في قارة المواهب السمراء ولعل سيطرة النجوم المحترفون في البطولتين الإنجليزية و الأسبانية في السنوات الأخيرة خير دليل علي صحة هذا الكلام لأن البطولتين هما الأقوى و الأكثر متعة ومتابعة في كل أنحاء العالم , ولكن وفي نفس الوقت لابد أن نقر أن اللقب تم تغيير مساره أكثر من مرة بسبب إقامة مناسبة كبري ونقصد هنا نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

فمنذ تنظيم الكاف لهذه المسابقة سيطر نجوم أفارقة شاركوا مع منتخباتهم في النهائيات العالمية علي اللقب حيث حصل النجم المغربي مصطفي حاجي علي اللقب عام 1998 بعد تألقه مع أسود أطلس في مونديال فرنسا رغم أن البعض رشح وقتها النجم المصري حسام حسن لنيل اللقب بسبب أداءه المبهر مع منتخب الفراعنة في نهائيات كأس الأمم في نفس العام في بوركينافاسو و قيادته منتخب مصر للتتويج باللقب للمرة الرابعة في تاريخه و احتلاله صدارة لائحة الهدافين برصيد 7 أهداف مناصفة مع الجنوب أفريقي اليافع وقتها بيندكت مكارثي و تكرر نفس الأمر عام 2002 عندما أحرز النجم السنغالي الحاج ضيوف اللقب للمرة الثانية علي التوالي بعد تميزه و تألقه في مونديال كوريا و اليابان 2002 و قيادته لأسود التيرانجا في بلوغ ربع النهائي و هو ما تكرر بعدها بأربع سنوات مع النجم الإيفواري ديديه دروجبا الذي حصل علي لقب 2006 بعد أن قاد الأفيال البرتقالية لنهائيات كأس العالم بألمانيا لأول مرة في تاريخها.
خروج اللقب خارج النجمين زكي و ابوتريكة لن يكون بالأمر السهل أو المقبول هذه المرة.
و لأن عام 2008 لم يشهد فاعليات كبري بالنسبة للقارة الأفريقية باستثناء كأس الأمم الأفريقية رقم 26 في غانا في بدايته و نهائيات دورة بكين الأولمبية في صيفه والتي صعد نسور نيجيريا بقيادة نسو فور إلي النهائي فيها و لكنهم خسروا من راقصي التانجو بقيادة ليونيل ميسي وفازوا بالفضية و لم يتم ترشيح أي لاعب منهم للتنافس علي اللقب المرموق, والكل يعرف أن الإنجاز الأهم حققه النجمين المصريين مع منتخب الفراعنة وهذا يعطيهم أفضلية علي النجوم الثلاثة الآخرين لفشل أحدهم في التتويج مع بلاده رغم إقامة البطولة علي أرض غانا بلد النجم إيسيان و الآخرين خرج أحدهما وهو الفيل دروجبا من نصف النهائي علي يد نجمي الأهلي والزمالك وقتها وبرباعية سجل منها النجمين ثلاثية بواقع هدفين لزكي وهدف لأبوتريكة أما الثالث فلا يمكن مقارنة مردودة مع بلده توجو بالنجمين لأنه لم يساعد المنتخب التوجولي الذي لعب مع كبار العالم في ألمانيا 2006 لم يساعدها حتى علي بلوغ النهائيات في غانا .

لذلك لابد أن يكون معيار الفوز بلقب هذا العام مقياسه كأس الأمم لأننا نختار أحسن لاعب في قارة أفريقيا و بكل تأكيد لابد أن يكون للتألق و الإبداع في البطولة الأهم و الأغلى علي صعيد المنتخبات دور كبير وفعال في إختيار نجم أفريقيا كذلك لابد أن نضع في الاعتبار التألق في البطولات القارية للأندية في أفريقيا بقدر يتساوى أو يزيد مع بطولات الأندية في أوربا ثم يكون المعيار الثالث لاختيار النجوم هو تألقهم المحلي مع أنديتهم .
لو طبقنا هذه المعايير علي الاختيار هذا العام لوجدنا أنه من الظلم والإجحاف تجاوز لقب هذا العام للنجمين المصريين مهما تحدث البعض عن تألق منافسيهم مع أنديتهم الأوربية لأن هؤلاء النجوم عندما وضعوا في احتكاك مباشر بعضهم علي أرضه و آخرين علي أرض غانا المحايدة مع النجمين المصريين كان التفوق بل و الاكتساح من نصيب نجمي الكرة المصرية و لاعبي كبيريها الأهلي والزمالك, ولو لم نضع هذه المعايير في الاختيار لوجدنا في القريب العاجل أن أحد نجوم القارة قد فاز باللقب دون عناء لا لشيء إلا أنه تهرب من تلبية نداء وطنه ليتألق و يبدع مع ناديه الأوربي محلياً و قارياً ثم يفوز بلقب أحسن لاعب في قارة تقاعس عن تمثيل بلادة في أهم بطولة داخل أراضيها وهذا الأمر سيكون في قمة الغرابة.

نستخلص مما سبق أن نجمي مصر هما المرشح الأول و الثاني لنيل لقب هذا العام لو سارت الأمور طبيعية وبعيدة عن الحسابات العنصرية أو التسويقية وهنا نكون مطالبين بإثبات أي النجمين المصريين يستحق هذا اللقب المرموق ليكون ثاني لاعب في تاريخ مصر ينال هذا اللقب بعد نجم القرن الموهوب الكبير محمود الخطيب, وهنا لابد أن نتجرد من انتماءاتنا ونضع معايير مجردة لتفضيل أياً من النجمين علي الأخر من خلال عدد من المعايير والأسس والأرقام التي تجعل تفضيل أحدهما علي الأخر لا تشوبه شائبة الميل لهذا النادي أو ذاك لأن النجمين هما أبناء مصر في الأول والأخير وفوز أحدهما باللقب سيكون فخر و شرف لكل رياضي في بلد النيل الخالد.

لم تعد مبررات البعض بأن دوري أبطال أفريقيا لا يحظى بمتابعه شأنه شأن البطولات المحلية في القارة الأفريقية لم تعد هذه المبررات ذات قيمة لأن الاختيار منوط بالمديرين الفنيين للمنتخبات الأفريقية الـ 53 و من غير المعقول أن أي مدير فني لأي منتخب أفريقي لم يشاهد فاعليات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بغانا و حجم التألق والمردود الرائع لنجمينا مقارنة بمنافسيهم من الدول الأفريقية المتواجدة في البطولة التي جذبت أنظار بلاتر و بلاتيني والكثير والكثير من مشاهير الكرة العالمية ومسيريها.
معايير الاختيار بين النجمين أبوتريكة وزكي:

1- من حيث فاعلية الأداء مع المنتخب المصري في كأس الأمم وتصفيات المونديال.
2- من حيث عدد الأهداف مع المنتخب المصري هذا العام.
3- من حيث التألق الدولي مع نادييهما.
4- من حيث التألق المحلي.
5- من حيث البطولات.
6- من حيث المواجهات المباشرة بين النجمين مع الأهلي والزمالك في الفترة الأخيرة.
7- من حيث الالتزام والسلوك مع النادي والمنتخب.
8- من حيث الرصيد التراكمي لأداء كل لاعب في السنوات الأخيرة.



وقبل أن نجري المقارنة بين ألاعبين وفقاً لهذه البنود لابد أن نصحح مفاهيم بعض المغالطين الذين يرون أن المقارنة بين أبوتريكة و زكي لا تجوز وحرام شرعاً لأن الأخير سجل سبعة أهداف في تسع لقاءات في الدوري الإنجليزي و علي هؤلاء المتلونين أن يدركوا أن لا تسجيل 7 أو حتى 20 هدف في المسابقة الكبرى تعطي صاحبها اللقب دون منازع و لعل المتابع لنجوم أفريقيا في البريمر ليبج يعرف أن هناك لاعباً نيجيرياً هو يعقوبو أيجبيني لعب لأندية بورتسموث و ميدلزبره و إيفرتون في المواسم الخمس الأخيرة و سجل 68 هدفاً منها 16 في موسمه الأول مع بورتسموث و رغم ذلك لم ينل شرف الفوز باللقب ولا حتى المنافسة عليه وهو بالمناسبة في نفس عمر زكي الآن , و لا ننسي كذلك أن الموسم الماضي سجل فيه إيمانويل إديبايور 24 هدفاً مع ناديه أرسنال وأحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين ورغم ذلك ذهب اللقب لكانوتيه , ولا نغفل كذلك أن هناك لاعب لا يعرف أحد حتى اسمه هو بنجامين موريري رغم تسجيله 12 هدف مع بورتسموث الموسم المنصرم و رغم ذلك ذهب اللقب – كما أسلفنا - للمالي فردريك كانوتيه بسبب تألقه الكبير علي مدار موسمين مع أشبيلية الأسباني .

وحتى هذا الموسم نجد النجم الكاميروني الكبير صامويل إيتو الهداف التاريخي لكأس الأمم الأفريقية و الحاصل علي لقب هداف أخر نسختين لأمم أفريقيا و صاحب تسع أهداف مع البارسا في الليجا خلال ثمان مباريات جعلته يحلق في صدارة الهدافين لم نجده يحظى حتى بشرف التواجد بين النجوم الخمسة و لعلها تكون رسالة إلي من أعمي التعصب و الجهل قلوبهم و بصائرهم و حتى لا يرددون كلام لا يفهمون معناه تماماً مثل الحمار الذي يحمل أسفاراً.

وغير بعيد لا يجب أن ننسي التألق الرائع للنجم التونسي راضي الجعايدي مع بولتون واندرز في أول مواسم انتقاله له من الترجي الرياضي عام 2004 و تسجيله خمسة أهداف رائعة ومؤثرة مع الفريق في مرمي فرق كبيرة مثل أرسنال و توتنهام وتشلسي و إيفرتون رغم كونه مدافعاً و رغم ذلك لم ينل النجم الأسمر اللقب أو حتى ينافس عليه و انتهي به المطاف إلي نادي بيرمنجهام سيتي في الدرجة الأولي عام 2006.

أبوتريكة و زكي والأداء مع منتخب مصر



لا شك أن كلا النجمين كان سبباً رئيسياً في فوز منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية الأخيرة في غانا سواء بتألقه أو بأهدافه ورغم أن أبوتريكة بدأ البطولة مصاباً و لم يبدأ لقاء الكاميرون الأول أساسياً مثل زكي إلا أنه كان مؤثراً بعد نزوله و حول دفة اللقاء مرة أخري لمصلحة بلادة بحسن قيادته زملاءه لمواجهة الهيجان الهجومي للأسود في الشوط الثاني و كان صاحب تمريرة الهدف الرابع الذي قتل المباراة لزميله حسني عبدربه, كذلك الأمر لم يبدأ أبوتريكة كأساسي في اللقاء الثاني ضد السودان إلا أنه أحرز هدفين في الفترة التي شارك فيها و قاد المنتخب للتفوق الثلاثي علي زملاء هيثم مصطفي, وفي اللقاء الثالث كان هدف زكي في مرمي التماسيح الزامبية هو أهم ما في اللقاء بالنسبة للمنتخب واستمر الاعبين في التألق بعدها وكان لهدف زكي في مرمي منتخب أنجولا في ريع النهائي الفضل في تجاوز عقبة رفاق فلافيو بغض النظر عن طريقة تسجيله التي واكبها توفيق غير عادي و جاء لقاء كوديفوار في نصف النهائي ليشهد قمة التألق من النجمين بتسجيلهم ثلاثية في مرمي الأفيال منها هدفين رائعين لزكي أحدهما برأسه والأخر بعد تسديدة بعيدة رائعة بعد مراوغة أروع لنجم أرسنال الحبيب كولو تورية بعد تسجيل عبد القادر كيتا لهدف تذليل الفارق و جاء الساحر و بطريقته الخاصة ليقتل أمل البرتقاليين بهدف لا يسجله إلا نجم بحجمه و الكل يعرف أن هدف أبوتريكة في مرمي إدريس كاميني حارس إسبانيول برشلونة في النهائي من تمريرة زيدان الحريرية كان السبب في منح اللقب لفريق المدرب شحاتة علي حساب أسود العجوز أوتوفيستر و تم في النهاية إختيار النجمين في التشكيل المثالي لمنتخب الدورة.


تتويج مصر بكأس الأمم مرتين متتاليتين شارك فيهما النجمين بفاعلية.

وإذا كان أبوتريكة شارك منتخب مصر في الفوز بذهبية دورة الألعاب العربية بعدها في ظل غياب زكي المعاقب من ناديه وقتها فإن كلا النجمين شارك منتخب مصر في تخطي المرحلة الثانية في تصفيات مونديال 2010 و كلاهما سجل في مرمي المنتخبين الكونغولي و الجيبوتي و إن كان هدف أبوتريكة في كينشاسا هو الأغلى في كل أهداف المنتخب الـ 13 بكل تأكيد.


أبوتريكة وزكي و الأهداف الدولية
كما أسلفنا سابقاً فإن كلا الاعبين سجل أربعة أهداف في نهائيات كأس الأمم الأفريقية في غانا و أضاف كلاهما أيضاً هدفين في التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا لذا فلا أفضلية لأحدهما علي الأخر في هذه الناحية مع الوضع في الاعتبار أن زكي مهاجم صريح و أبوتريكة مهاجم متأخر أو صانع ألعاب.

أبوتريكة وزكي مع الأهلي والزمالك في دوري أبطال أفريقيا 2008
إذا كان محمد أبوتريكة قد ساهم مع ناديه للعام الرابع علي التوالي في الوصول إلي نهائي أهم البطولات الأفريقية علي مستوي الأندية و سجل ثلاثة أهداف احتل بها وصافة هدافي الأهلي بعد زميله الأنجولي فلافيو فإن مسيرة زكي مع الزمالك توقفت عند ربع النهائي وبعد أن شارك مع فريقه في 6 مباريات في الأدوار الأولي للبطولة و سجل خلالها هدف وحيد في مرمي أفريكا سبورت الإيفواري في الدور الأول.

أبوتريكة وزكي والمردود المحلي
لأن عمرو زكي لم يغادر مصر إلا صيف هذا العام متوجهاً إلي إنجلترا بعقد إعارة من ناديه الزمالك إلي ويجان أتلتيك بعد أن أمضي موسمين مع الفريق الأبيض الكبير بعد فشل تجربته الإحترافية الأولي في نادي لكوموتيف موسكو الروسي الذي انتقل له من نادي انبي عقب تألقه مع المنتخب في نهائيات كأس الأمم 2006 فأن مقارنته بأبوتريكة من هذه الناحية سيوضح الفارق الكبير لمصلحة نجم الأهلي لأن أبوتريكة قاد الأهلي للتتويج بالبطولة الأهم وهي الدوري العام بعد تفوق واضح علي الزمالك الذي كان يلعب له زكي و يجب علينا هنا ألا نغفل دور زكي الفعال مع ناديه مساهمته الكبيرة في التتويج بلقب كأس مصر بعد سنوات من الجدب علي حساب ناديه السابق انبي بهدف سجله زكي بطريقة رائعة.

أبوتريكة وزكي والبطولات


كلا النجمين شارك بفاعلية مع منتخب مصر في التتويج بكأس الأمم الأخيرة بغانا 2008 و لأن زكي غاب عن نهائيات دورة الألعاب العربية لأسباب تأديبية فإن فوز أبوتريكة مع المنتخب بذهبية الدورة يعطيه أفضلية علي زميله , نفس الأمر ينطبق علي البطولة القارية علي مستوي الأندية حيث يتفوق أبوتريكة مع ناديه الأهلي علي زكي وناديه السابق الزمالك من حيث الذهاب بعيداً في البطولة وإذا كان البعض يري أن إكمال زكي للبطولة مع الزمالك كان سيحول دون تزيله المجموعة الأولي التي تصدرها الأهلي بجدارة و بأكثر من ضعفي نقاط الزمالك فليتذكر الجميع أن الزمالك خرج من الدور الأول لنسخة 2007 علي يد الهلال السوداني في ظل تواجد عمرو زكي مع الزمالك , نفس الأمر علي الصعيد المحلي حيث قاد أبوتريكة الأهلي للتتويج بالدوري للمرة الرابعة علي التوالي وقاد زكي الزمالك للفوز بكأس مصر والكل يدرك الفارق الشاسع بين البطولتين و في السياق المحلي أيضاً لا ننسي تتويج أبوتريكة مع ناديه بكأس السوبر المصري علي حساب الزمالك وهو أمر يعطيه تفوق واضح في هذا الجانب.

من حيث المواجهات المباشرة بين الأهلي والزمالك أخر موسمين

علي مدار موسمين لعب فيهما عمرو زكي في صفوف الزمالك و خلال مواجهات الناديين في الدوري والكأس و كأس السوبر المحلي لم ينجح زكي في زيارة شباك الأهلي إلا مرة وحيدة في نهائي كأس مصر 2006 عندما سجل الهدف الأول للزمالك في مرمي أمير عبدالحميد في اللقاء الذي أنهاه زملاء أبوتريكة (4-3) سجل هو الهدف الثاني خلالها وهو هدف التعادل (2-2) في وقت قاتل قبل أن يجهز زميله أسامة حسني علي زملاء زكي في الوقت الإضافي , أما أبوتريكة فيكفي القول أنه صار الهداف التاريخي الأول للقاءات القمة عبر تاريخها و بنظرة سريعة إلي أهداف أبوتريكة في المرمي الأبيض خلال نفس الفترة نجده قد سجل 3 أهداف بواقع هدفين في الدوري و هدف في كأس مصر و هي نسبة تزيد بثلاثة أضعاف عما أحرزه زكي في نفس الفترة مما يعطي نجم الأهلي الخلوق تفوق واضح و صريح.

من حيث الالتزام و السلوك مع النادي والمنتخب
لا يختلف أحد علي التزام الاعبين الكبير مع منتخب مصر طوال فترة لعبهما بأزياء مصر الوطنية أما مع النادي فلا وجه للمقارنة لأن أبوتريكة منذ إنضمامة للأهلي لم يفتعل أي مشكلة سواء مع أحد زملاءه أو الجهاز الفني أو إدارة النادي أما زكي فكان كثير المشاكل مع زملاءه و لا أحد ينسي اشتباكه مع زميله شيكابالا في موسمه الأول بالزى الأبيض كذلك مشكلته الكبيرة وهجومه الحاد علي رئيس نادي الزمالك ممدوح عباس قبل قليل من مغادرته النادي.

أبوتريكة و زكي والرصيد التراكمي في أخر السنوات

لا يمكن منح لاعب لقب مثل هذا لتألقه في مباراة أو حتى عشرة لأن استمرارية التألق هي المعيار الأفضل للحكم علي مستويات النجوم ولا شك أن مردود أبوتريكة في السنوات الأخيرة ثابت بل ومتزايد ويكفي القول أن بطولات وإنجازات أبوتريكة الجماعية والفردية مع الأهلي والمنتخب تزيد بشكل هائل عن بطولات وإنجازات زكي فإذا كان زكي حقق لقبين لكأس الأمم مع المنتخب ولقبين لكأس مصر مع انبي ثم الزمالك وصعد مع انبي لنهائي دوري أبطال العرب وخسر اللقب أمام الرجاء البيضاوي المغربي وتم اختياره في التشكيل المثالي لمنتخب القارة في البطولة الأخيرة, فإن أبوتريكة حقق هذه الإنجازات.

إنجازات أبوتريكة الجماعية

كأس الأمم الأفريقية : مرتين
الميدالية الذهبية لدورة الألعاب العربية : مرة
الدوري المصري لكرة القدم : 4 مرات.
كأس مصر لكرة القدم : مرتين
كأس السوبر المصري : 4 مرات
دوري أبطال أفريقيا : مرتين
كأس السوبر الأفريقي : مرتين.
الصعود لكأس العالم للأندية : مرتين

ألقاب فردية لأبوتريكة
هداف الدوري المصري : مرة واحدة
هداف دوري أبطال أفريقيا : مرة واحدة.
هداف كأس العالم للأندية: مرة واحدة.
أحسن لاعب في دوري أبطال أفريقيا: مرة واحدة
ضمن التشكيل المثالي لمنتخب القارة الأفريقية: مرتين.
الكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي : مرة واحدة.
أفضل لاعب في مصر : أكثر من مرة.
كل هذه الألقاب الفردية والجماعية تعطي التفوق الواضح للنجم الخلوق علي زميله المهاجم الرائع من هذه الناحية.
وأخيراً هل تعطي أفريقيا الحق للنجم الكبير الذي حفر اسمه بحروف من نور في قلوب عشاق الكرة المصرية والعربية والأفريقية بأخلاقه وتواضعه قبل تألقه و إبداعه أم تواصل قارة المواهب السمراء عقابها لنجمها الموهوب لا لشيء إلا أنه كان وفياً و مخلصاً لترابها و تراب ناديها الأول و رفض العديد و العديد من عروض الاحتراف التي يسيل لها لعاب أي نجم؟

الإجابة ستأتي نهاية العام الجاري و بكل تأكيد لن يؤثر أي إختيار علي مكانة و قدر هذا النجم الخيالي في قلوب عشاق فنه النبيل و أخلاقة الرائعة.